ان سلامة الاعقاب من الطعن والبلوى من افضل نعم الله جل جلاله بالاعتراف بقدرها وحث في القران الشريف على الحديث بها ونشرها
ولاتؤثرن على الله جل جلاله مولاك ومالك دنياك واخرتك سواه ولاتقبح ذكر سلفك الطاهرين بمخالفة رضاه جل جلاله ولا تساعد على هدم ما بنوه لك من الشرف لك في الدنيا والدين ولا تجعلهم يوم القيامة خصوما ومعرضين عنك ونافرين منك . فاقتد يا ولدي وجماعة اخوتك او ذريتك بمن سلك من ابائك سبيل الحق والصدق وجمل ذكري لحفظك جانب الله جل جلاله وسلوك سبيل سلفك الطاهرين فانه من صفات المسعودين اذا وجدوا اباءهم وقد بنوا لهم مجدا لا يسعوا في نقضه بل تكون همتهم الاجتهاد في مراعاته وحفظه وان يزيدوا على ذلك المجد بغاية الاجتهاد .
وان تتعلم الفقه الذي فيه سبيل معرفة الاحكام الشرعية واحياء سنة جدك المحمديةويكون قصدك في ذلك امتثال امر الله جل جلاله في التعليم وسلوط الصراط المستقيم ولا تكن مقلدا لغلمان جدك من العلوم وذليلا بين ايديهم لاجل الفتوى والاستفهام فما يقنع بالدون الا مغبون واعلم ان جدك كان يقول لي وانا صبي ما معناه يا ولدي مهما دخلت فيه من الاعمال المتعلقة بمصلحتك لا تقنع ان تكون فيه بالدون دون احد من اهل ذلك الحال سواء كان علما او عملا ولا تقنع بالدون .
واعلم ان جوارحك بضائع معك لله جل جلاله وامانات جعلك تاجرا فيها لنفسك واخرتك فمتى صرفتها في غير ما خلقت له من الطاعات والمراقبات او انفقت وقتا من اوقاتك في الغفلات كان ذلك الخسران عائدا اليك بالنقصان ومثمرا ان يعاملك سيدك بالهجران واستخفاف الهوان ولا تقل او تسمع من الجاهلين او الغافلين ان هذا ما يقدر عليه فانهم قالوا لنا مثل ذلك وعرفنا بالله جل جلاله انهم غالطون فيما اشاروا عليه .
وتادب بما ادب الله جل جلاله من كان قبلك من الانبياء والاوصياء والاولياء وبما قوي به من كان دونك من الضعفاء حتى جعله بفضله من الاولياء وجمع له بين سعادة دار الفناء ودار البقاء فالسابق والمسبوق من اصل واحد ولكن السابق ذا همة عالية فلم يقنع بدون السعادة الفانية والباقية وكان المسبوق ذا همة واهية فقنع بالحالة الواهية .
ويتكلم عن فهم الدين بالثقلين
وكل هذه الاختلافات انما احدثتها مفارقة اصحاب هذه الروايات لاهل بيت صاحب النبوة صلوات الله عليهم الذين جعلهم خلفاء عنه وذلك لانهم هم الذين جاهدوا على الدين وكانوا اصل ما وصل الينا من اسرار ر ب العالمين ولان النصوص الشرعية تثبت انهم هم العارفون باسرار ر ب العالمين واسرار سيد المرسلين صلى الله عليه واله وسلم ولان ثمة حالات كثيرا ما يعجز العقل عن الوصول الى المطلوب منه الا بتوسط الائمة عليهم السلام فان لاوقات القبول اسرارا لله جل جلاله لا تعرف الا بالمنقول ولذلك فوجودهم نعمة كبرى على بني الانسان لان الله تبارك وتعالى اودعهم كل ما يحتاج اليه المكلفون مما يصلح دنياهم واخراهم فجعل كل واحد منهم بقوله وفعله هو القدوة التي لا تحتمل اختلاف التاويلات وهو الكاشف عن مراد الله جل جلاله بالايات والروايات .
من العلماء حين تقرا له من يزيد عقلك معرفة ويضيف الى ما تغلم معلومات جديدة . ثمة لذة عقلية في التعرف وفي ازدياد المخزون في ذهنك انه افضل النماذج يعلم طريقة في التفكير واسلوبا في صياغة الكلام وفي فن المحاورة ..ولا مزيد ومن العلماء وهم ندرة نادرة من تتفقه على يديه في المعرفة ولكنك تدرك وتحس انه لا يحاور عقلك وحده ويخصبه وانما يغذي فيك طاقة روحية كامنة ويوقد في داخلك قنديل نور انه يهبك بسخاء عفوي منهج تعرف ومنهج تبصر ومنهج اخلاص ويفيض عليك طريقة راقية في التعامل مع الحياة وفي ادراك فقه الحياة .