يتساءل الكثير عن اهمية هذه المجالس على الرغم من مرور سنين عديدة على حادثة الطف الاليمة وعن جدوى اقامتها وهذه الاسئلة يسالها الكثير وخاصة الشباب المتاثرين بالاعلام المعادي لذا ارتايت ان اقتطع هذا الجزء من كتاب للشيخ فيصل الكاظمي بعنوان(اعداد الخطباء) وفيه يقول
هناك مجالس حسينية بدات بعد استشهاد الامام الحسين عليه السلام وهي المجالس التي اهتم الائمة عليهم السلام باقامتها والدعوة اليها حيث نستطيع ان نسميها (المجالس الهادفة ) اذ يمكننا القول ان الائمة عليهم السلام اكدوا على خطين متوازين في عملهم مع الامة .
اولا: خط البناء الفكري والعقائدي والفقهي في بيان اطروحة الاسلام الحقيقية وموقف المسلمين منها
ثانيا": خط الاذكاء العاطفي عبر التاكيد على احياء واقعة كربلاء .
هذان الخطان المتوازيان واضحان في اعمال ونشاطات كل الائمة عليهم السلام حيث عملوا على البناء والتربية والاعداد وتثقيف الامة . كما عملوا عليهم السلام على تجذير الجانبي العاطفي من واقعة كربلاء لان الفكرة اذا كانت مجردة فكرة بعيدة عن العاطفة فان بامكانها ان تهزم او تتحول الى مفهوم بلا حياة قد ينم عن قسوة وجفوة لا يتفاعل القلب معه ان وجود العاطفة الصادقة مع الفكرة الاصلية يعني احاطتها بوقاية ورعاية وحضانة . كما يمكن القول كذلك : ان العاطفة اذا تجردت عن الفكرة فانه يمكن لها ان تنحرف وتضيع بل قد توجه احيانا ضد الفكرة التي انطلقت منها اساسا اذا فكما تقوم العاطفة برعاية الفكرة واحتضانها فان وجود الفكرة الهادفة يعني توجيه العاطفة نحو الاتجاه الصحيح . ان للعاطفة ذات البعد الفكري والعقيدي دور واي دور في ظروف غياب الثقافة والاغتراب والابتعاد عن عطاء العلم والفكر قد يكون من ابعادها احداث اجواء من شانها تذكير الامة بدينها وعقيدتها ...فقد ذكرت بعض المصادر التاريخية انها قد مرت ببلاد الهند عقود واجيال لم يكن هناك حضور للحوزات العلمية او العلماء والشيء الوحيد الذي كان موجودا هناك يربط الناس بالتشيع وبخط اهل البيت عليهم السلام مسيرة حسينية تنطلق يوم عاشوراء . اذا كانت هذه المسيرة الحسينية السنوية هي التي تربط الناس بهذه المدرسة المعطاء وهكذا يبرز دور العاطفة التي تختزن مفهوما فكريا في الحفاظ على هوية الامة ومعالم شخصيتها التي عادت الى مرجعية الفكر والعلم بعد زوال تلك الحقبة وعودة العلماء وبروز الحوزات العلمية من جديد . ان هناك امثلة في تاريخنا بل وفي عصرنا الحديث هيات لها ظروف ومخططات مسبق من اجل القضاء على الفكرة وابادتها ولكن مع مجيء ايام عاشوراء واذا بالفكرة تعود الى عقيدة الامة فتسترجع هويتها وترتبط برموزها وتتجذر في انتماءها ... ولعل المثل الابرز ما كان يعانييه المؤمنين وخاصة الحسينين طوال حكم البعث حتى سنة 2003 ان للانشداد العاطفي اثر كبير في ربط الانسان بالفكرة وكذلك فان الفكرة مهمة جدا بالنسبة للعاطفة لان العاطفة بدون فكرة قد تجعل لكل انسان اسلوبا يترجم عاطفته من خلاله وقد تكون بعض تلك الاساليب ما لا تناسب مع اساس الفكرة وابعاد العقيدة وبما تكون غريبة عنها . فهنا تتدخل الفكرة للحفاظ على كيفية اعطاء العاطفة لابعادها وتوجييها بما ينسجم مع الاساس الفكري والجذر العقيدي . ان هذا الترابط بين الفكرة والعاطفة قد يكون وراء كل حالات المحاربة والحساسية المفرطة من قبل سلطات الجور عبر التاريخ للشعائر الحسينية .