الأربعاء، 20 أبريل 2011

اهمية المجالس الحسينية

يتساءل الكثير عن اهمية هذه المجالس على الرغم من مرور سنين عديدة على حادثة الطف الاليمة وعن جدوى اقامتها وهذه الاسئلة يسالها الكثير وخاصة الشباب المتاثرين بالاعلام المعادي لذا ارتايت ان اقتطع هذا الجزء من كتاب للشيخ فيصل الكاظمي بعنوان(اعداد الخطباء) وفيه يقول

هناك مجالس حسينية بدات بعد استشهاد الامام الحسين عليه السلام وهي المجالس التي اهتم الائمة عليهم السلام باقامتها والدعوة اليها حيث نستطيع ان نسميها (المجالس الهادفة ) اذ يمكننا القول ان الائمة عليهم السلام اكدوا على خطين متوازين في عملهم مع الامة .

اولا: خط البناء الفكري والعقائدي والفقهي في بيان اطروحة الاسلام الحقيقية وموقف المسلمين منها

ثانيا": خط الاذكاء العاطفي عبر التاكيد على احياء واقعة كربلاء .

هذان الخطان المتوازيان واضحان في اعمال ونشاطات كل الائمة عليهم السلام حيث عملوا على البناء والتربية والاعداد وتثقيف الامة . كما عملوا عليهم السلام على تجذير الجانبي العاطفي من واقعة كربلاء لان الفكرة اذا كانت مجردة فكرة بعيدة عن العاطفة فان بامكانها ان تهزم او تتحول الى مفهوم بلا حياة قد ينم عن قسوة وجفوة لا يتفاعل القلب معه ان وجود العاطفة الصادقة مع الفكرة الاصلية يعني احاطتها بوقاية ورعاية وحضانة . كما يمكن القول كذلك : ان العاطفة اذا تجردت عن الفكرة فانه يمكن لها ان تنحرف وتضيع بل قد توجه احيانا ضد الفكرة التي انطلقت منها اساسا اذا فكما تقوم العاطفة برعاية الفكرة واحتضانها فان وجود الفكرة الهادفة يعني توجيه العاطفة نحو الاتجاه الصحيح . ان للعاطفة ذات البعد الفكري والعقيدي دور واي دور في ظروف غياب الثقافة والاغتراب والابتعاد عن عطاء العلم والفكر قد يكون من ابعادها احداث اجواء من شانها تذكير الامة بدينها وعقيدتها ...فقد ذكرت بعض المصادر التاريخية انها قد مرت ببلاد الهند عقود واجيال لم يكن هناك حضور للحوزات العلمية او العلماء والشيء الوحيد الذي كان موجودا هناك يربط الناس بالتشيع وبخط اهل البيت عليهم السلام مسيرة حسينية تنطلق يوم عاشوراء . اذا كانت هذه المسيرة الحسينية السنوية هي التي تربط الناس بهذه المدرسة المعطاء وهكذا يبرز دور العاطفة التي تختزن مفهوما فكريا في الحفاظ على هوية الامة ومعالم شخصيتها التي عادت الى مرجعية الفكر والعلم بعد زوال تلك الحقبة وعودة العلماء وبروز الحوزات العلمية من جديد . ان هناك امثلة في تاريخنا بل وفي عصرنا الحديث هيات لها ظروف ومخططات مسبق من اجل القضاء على الفكرة وابادتها ولكن مع مجيء ايام عاشوراء واذا بالفكرة تعود الى عقيدة الامة فتسترجع هويتها وترتبط برموزها وتتجذر في انتماءها ... ولعل المثل الابرز ما كان يعانييه المؤمنين وخاصة الحسينين طوال حكم البعث حتى سنة 2003 ان للانشداد العاطفي اثر كبير في ربط الانسان بالفكرة وكذلك فان الفكرة مهمة جدا بالنسبة للعاطفة لان العاطفة بدون فكرة قد تجعل لكل انسان اسلوبا يترجم عاطفته من خلاله وقد تكون بعض تلك الاساليب ما لا تناسب مع اساس الفكرة وابعاد العقيدة وبما تكون غريبة عنها . فهنا تتدخل الفكرة للحفاظ على كيفية اعطاء العاطفة لابعادها وتوجييها بما ينسجم مع الاساس الفكري والجذر العقيدي . ان هذا الترابط بين الفكرة والعاطفة قد يكون وراء كل حالات المحاربة والحساسية المفرطة من قبل سلطات الجور عبر التاريخ للشعائر الحسينية .

مدارسنا

مرت سنوات مريرة على العراق فمع الحروب التي استنزفت اموال العراق والارهاب والفساد الاداري وسرقة اموال الشعب تاثر القطاع التعليمي بشكل كبير جدا فمدارسنا تفتقد لابسط شروط المدارس العادية في البلدان الفقيرة حتى. فبعض المدارس كانت بيوت في السابق فتصور حجم مساحة المدرسة وبعضها تفتتقد لوجود المغاسل والمرافق الصحية واذا كانت مدرستك تحتوي على حديقة فانت محظوظ لان معظم المدارس لا تحتوي على حديقة بل تحتوي على ساحات مبلطة اذا وقع الطالب وهو يركض تعرض لكسور , الصفوف صغيرة جدا يتكدس فيها الطلاب مثل المخلللات واذا مرض احدهم بمرض حتى لو كان رشح انتقل للصف اجمع لان بعضها بلا شبابيك مما يسهل انتقال الفيروس. اما مسالة المراوح في الصيف فلا وجود لها لانها اما تتعرض للسرقة من قبل اناس نفوسهم ضعيفة بحيث يسرق مروحة للاطفال صغار او هي اصلا لا وجود لها برادات للمياه في فصل الصيف معدومة واجهات المدارس تحيطها الازبال من كل جانب وهناك المزيد فمع امكانيات البلد الاقتصادية وقدرته على بناء مدارس جيدة ومناسبة لتنشئة اطفال المستقبل لكن الموجود على ارض الواقع مدارس لا تليق ببلد نفطي ومع بؤسها فهي قليلة ايضا مما يضطر بعض المدارس بالعمل بنظام الدواميين اي ما يصطلح عليه ( الصباحي والظهري ) وهذا النظام كله ذا جوانب سلبية اذا استثنينا وجود مدرسة افضل من لا شيء فهذا النظام مرهق للطفل خاصة في ايام الصيف الحارة وعدم وجود وسائل التبريد يهلك الطفل بالحر وثانيا قلة ساعات الدوام لان بعض المدارس تشترك مع مدرستيين اخرتين هذا يعني انه يصل معدل الدوام الى ثلاث او اربع ساعات ومع شواغر الدروس لعدم وجود مدرسات لعدم وجود تنسيق بين ادارات المدارس والتربية في تقديم الطلبات حاجتهم الى مدرسات او معلمات افضل من قضاء الوقت بالدردشة . القطاع التعليمي في العراق يستنجد ولا من معين سواء من اولياء الامور المتمكين منهم فبامكانهم ان يتبرع مثلا بمروحة او مبردة هواء لصف ابنه مثلا او براد مياه للمدرسة و التقصير من المدراء والمعلمين الغير مدركيين لاهمية العلم فما تطورت شعوب العالم الا عندما ادركت اهمية العلم والتقصير من وزير التربية الذي من الظاهر انه غير ملم بمشاكل التعليم او انه يعطي الاذن الطرشة كما يقال . اعتقد ان معظم المشاكل في العراق هي من غياب التنسيق فلو حلت هذه المسالة ستحل المسائل الاخرى فمن جهة يشكوا المتخرجين من قلة فرص العمل اعني المعلميين والمدرسين بينما تشكو الكثير من المدارس من نقص في المعلميين او المدرسيين وهذ يدل على غياب التنسيق واذا كانت النية الصالحة موجودة سيبارك الله الجهود المبذولة .

بناء الحسينيات

بعد سقوط الطاغية صدام التكريتي تنفس الشيعة الصعداء فبعد ان كانوا محرومين من بناء الحسينيات اصبح بمقدورهم الان بناءها بموجب موافقة الدولة على ذلك وبعد شراء الارض المناسبة في المكان المناسب لبناءها تبنى الحسينية لتصدح مكبراتها الصوتية بذكر الحسين عليه السلام واهل بيته الكرام لكن الذي حصل ومع شديد الاسف ان بعض الحسينيات بدات تبنى على اراضي مغتصبة اي ما يطلق عليه الان اراضي الحواسم هذه الاراضي اما تكون للدولة او لاناس اخرين لكن ان يبنى عليها حسينية فهي تخالف كل الشروط الواجبة قبل بناء منزل فكيف في بناء صرح لال البيت وبدات هذه الظاهرة تنتشر كثيرة مسيئة للشيعة وحتى للال البيت الذين لا يرضون لاتباعهم بهذه التصرفات لكن المثير للعجب اين رجال الدين واين المواقف الجريئة التي تمنع من حدوث مثل هذه الامور ومن هم ليصرحوا بجواز بناء الحسينيات ليحللوا ما حرم الله ليزيدوا اتباعهم فقط الموقف فيه اساءة للجميع وعلينا ان نقف يد واحدة لايقاف من يحاول الاساءة للشيعة اذا كان عن قصد او عن غير قصد لم يكتفي الاخوة في بناء الحسينية بل بداوا بسحب المياه والكهرباء من المناطق المجاورة بحجة اهمية الحسينية واذا كا ن لك راي اخر فانت مدان لان تكره الحسين اذا لم توافق على اعمالهم قد يتصرف البعض لنقول بعفوية او عن جهل لكن هذا لا يكفي لتبرير تصرفاتهم .

الخميس، 7 أبريل 2011

الحواسم



اسم اطلقه صدام التكريتي على معركته الاخيرة مع الامريكان والتي حسمت امره وتخلصنا منه اخيرا بعد ان فقدنا الامل بالخلاص من هذا الطاغية ومع انتهاء المعركة واعمال السلب والنهب استقرت بعض العوائل في اراض وبنايات عائدة لللدولة لذلك اطلق عليهم الناس اسم الحواسم تيمنا بالمعركة وما حلفته من تشرد وطبعا شمل هذا الاسم الذين سرقوا من اموال الدولة مدعين انها حقهم دون غيرهم ولو اراد الاخرون حقهم لسرقوا ايضا هذه هي نظريتهم المهم السكان الذين سكنوا هذه الاراضي فيهم اناس ممن تشردوا بسبب التهجير الذي طال كثير من المناطق التي يسكنها المفروض الاخوان السنة والشيعة لكن الاخوان لم يريدون ان يسكنون معنا في نفس المكان فقرروا ان يرحلوا الشيعة من منازلهم ليخرجوا بملابسهم التي يرتدوها فقط كما فعل صدام التكريتي في الثمانينات حين اخرج الشيعة ورماهم على الحدود بحجة التبعية فانتهى بهم الحال ان يسكنوا بناء غير مناسب بعد ان كانت لديهم منازلهم الفئتين ظلمت فئة المهجرين والفئة الاخرى الذين يدعون انهم لا سكن لهم وبعضهم جاء من المحافظات الاخرى ليسكن في بغداد معظم هؤلاء اذا لم نقل اغلبهم هم من الشيعة لان الشيعي في العراق يحصل على صفعتين الاولى من السني والثانية من اخيه الشيعي الذي يرفض مساعدته من اجل الوحدة الوطنية يجاهد من اجل سعادة السني حتى يمدح في الاوساط بانه من رواد الوحدة الوطنية فالسنة متحدين فيما بينهم ولا يسمحوا لابناءهم ان يفترشوا الطرقات لسعى تجارهم لايجاد ملاذ وسكن لهؤلاء فهذا وزير المالية الجديد يوم تعرضت محافظة صلاح الدين للهجوم سعى ان تصرف مستحقات المتضررين جراء ماحدث في المحافظة والحليم تكفيه الاشارة فيما تقترح قناة المسار ان يبنى نصب شبيه لنصب دوار اللولؤ في محافظة كربلاء لنصرة الشعب البحريني يذكروننا في ايام النظام السابق يوم اسمى شوارع في بغداد محمد الدرة وشارع ياسر عرفات اذا اردنا ان نبني نصبا تذكاريا لنبني نصب يمثل الجريمة البشعة التي حصدت اكثر من الف شيعي ( جسر الائمة ) ولنذكر شهداؤنا الذين قتلوا في الانتفاضة الشعبانية لا ان نبكي على حلبجة انا اتعجب قنواتنا الشيعية تبكي عاى حلبجة كلما ذكروا جرائم صدام كان صدام لم يقتل الشيعة في المقابر الجماعية الاعلام سلاح في المعركة لكننا ما زلنا مترددين في عرض الالمنا والجرائم التي حدثت لنا يجب ان تعرف الاجيال ما حدث اذا استمرينا على ما نحن عليه اليوم ومع اعلامهم المضاد ستصدق اجيالنا الجديدة انهم المظلومين ونحن الظلمة والمقابر الجماعية هي لايرانيين كما يدعون . المهم الاطفال الذين عاصروا هذه الاحداث والذين ولدوا خلال هذه الفترة بلا مدارس وبعضهم حتى بلا هويات لانهم لا يمتلكون البطاقة التموينية ولا يوجد احصائية باعداد هؤلاء الاطفال لكنهم يفترشون الشوارع ويقضون اوقاتهم في البحث في النفايات ولا وجود للشروط الصحية في حياتهم لم تحرك الحكومة ساكنافي انقاذ هذه الشريحة هم اغتصبوا الاراضي وسكنوا فيها هذا صحيح فلما لا يعاملوا كعراقيين ونبحث لهم عن سكن او مدرسة او نمدهم بالكهرباء او المجاري فما زال الكل ينادي بالبعثيين بانهم عراقيين مهما عملوا وعفى الله عما سلف لما لا تقال هذه الحجة على هؤلاء المساكين لكننا ما نزال نكيل بمكيالين .

صور ...صور

بعد سقوط الطاغية صدام حسين وسقوط جميع الصور والجداريات تاملنا ان لا تكون هناك جداريات وصور مرة اخرى وخاصة ونحن الان بلد ديمقراطي حر لكن الذي حصل ان الصور استبدلت بصور مراجع وشيوخ وسادة عظام صحيح انهم قدموا ارواحهم للعراق لكن وجود صورهم في كل مكان سواء في بغداد او المحافظات يعطي انطباعا خاطئا عنهم اولا وستبقى صور هم تذكرهم ان العهد تبدل لكن بلدنا ما يزال بلد الصور والجداريات فلو استبدلنا هذه الصور بايات قرانية او احاديث نبوية شريفة تحث على العلم والعمل وهذه الامور شبه متوقفة في عراقنا الحبيب و كان اجدى ان تصرف هذه الاموال لعوائل فقيرة لا تستطيع ان تجد لقمة عيشها هؤلاء العظماء نستطيع ان نخلدهم بعلمهم , بنشر كتبهم مثلا او محاظراتهم لتعم الفائدة الجميع لا ان تنشر صورهم في الازقة والشوارع وبعضها توضع في اماكن غير نظيفة حتى وصل الحال ان توضع صورهم على الاكواب والمواعين في بعض الاحيان فيضرون العلماء من حيث لا يعلمون ويسيئون الى صورتهم بين الناس قد لا يرضى بعضهم ان تعرض صوره او توزع في كل مكان .

الشدائد والصعاب

يقول علماء الحيوان : ان انواعا من صغار الطير عندما ينمو عليها الريش تخرج بها امهاتها عن اعشاشها وترتفع بها في الفضاء ثم تتركها تهوي لكي تسعى بنفسها لتعلم الطيران فتروح الفرخة تضرب الهواء باجنحتها حتى تتعب وتوشك ان ترتطم بالارض عندئذ تسرع اليها الام وتفرش جناحها تحتها فتجنبها الموت المحقق وتعيد التجربة وتحلق بالفرخة الى اعلى وتطلقها فتضرب الفرخة باجنحتها وتعلو وتهبط حتى تتعب فتنجدها امها ومرة اخرى تتكرر التجربة حتى تشتد اجنحة الفرخة وتتقن التحليق والطيران .
ان هذه الفطرة الطبيعية ينبغي ان تستخدم في تربية ابن ادم فيعرض الطفل لمشكلات متناسبة يتعلم كيف يتقيها , ولكن اشرف المخلوقات هذا غالبا ما يفعل العكس تماما .
يقول جان جاك روسو في كتابه ( اميل ) يخصوص التربية " لو ان الناس ظلوا طول عمرهم في البلد الذي ولدوا فيه ولو ان السنة كانت فصلا واحدا فقط ولو ان ان الناس لم يكونوا قادرين على تغيير مصائرهم لما كان في هذه التربية الكثير مما يستوجب التقريع بل لكانت جيدة في بعض جوانبها . ولكن اذا اخذنا التطورات السريعة في حياة البشر بنظر الاعتبار فلا بد ان نقر بان ليس هناك ما هو اشد خطا واكثر غباء من هذا اللون من التربية التي يربى عليه الاطفال باقفال الحجرات عليهم لئلا يقعوا ويزرع الخدم والحشم حواليهم فتكون النتيجة ان الطفل يهلك عند اول زلة " ويضيف ايضا " ان بقي الجسم مرفها زمنا طويلا فسدت الروح ان من لا يعرف الالم والعذاب لا يعرف لذة الشفقة ولا حلاوة الرحمة . ان امرأ شانه هذا ولا يتاثر قلبه بشي لا يكون جديرا بالمعاشرة بل يكون كالوحش بين الادميين .
ويقول الامام علي عليه السلام : ان الله جعل البيت الذي اوجب على الناس الطواف حوله في بقعة من الارض غير مستوية وغير معمورة من بقاع العالم . ولو شاء لجعله في مكان ذي حدائق غناء واشجار مثمرة ومتنزهات سائغة . ولو فعل هذا لما كان هناك امتحان ولا اختبار ولا مشقة يتحملها العبد , فكان الناس يؤمون المكان للتنزه فلا يتحقق الهدف المقدس من ذلك : " ولكن الله يختير عباده بانواع الشدائد ويعبدهم بانواع المجاهد ويبتليهم يضروب المكاره اخراجا للتكبر من قلوبهم واسكانا للتذلل في نفوسهم وليجعل ذلك ابوابا فتحا الى فضله واسبابا ذللا الى عفوه "