قال السيد علي بن طاوس " لو ان ملكا من ملوك الدنيا محجوب عن اكثر رعيته ولا يقدر على الحضور في خدمته ولا مشاورته الا بعض خاصته فبلغت سعة رحمته الى ان جعل في كل شهر او اسبوع او عند صلاة ركعتين بخشوع وخضوع او في وقت معين يوما معينا يأذن فيه اذنا عاما يدخل فيه اليه من شاء من رعاياه واهل بلاده يحدثونه باسرارهم ويشاورونه مثل ما يشاوره خواصه واعز اولاده ويعرفهم جواب مشاورته في الحال ويكشف لهم عن مصالحهم الحاضرة والمستقبلة بواضح المقال اما كان يوصغ ذلك الملك بالرحمة الواسعة والمكارم المتتابعة ويحسد رعيته غيرهم من رعايا ملوك البلاد ويجعلون ذلك اليوم الذي يشاورونه فيه من ايام الاعياد .
مثال اخر
اما تعلم انك لو اشتريت عبدا من سيد قد كان ذلك العبد عند ذلك ا لسيد عشر سنين او نحو هذا المقدار ثم مرض العبد عندك تلك الليلة فانك تنفذ الى سيده الاول وتساله عن ذلك المرض وتقول هو اعرف لان لعبد اقام عنده اكثر مني افما تعرف ان الله جل جلاله قد خلقك قبل النطفة ترابا ثم اودعك بطونا بعد ان اودعك اصلابا ثم نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم كسا العظام لحما ثم جنينا ثم رضيعا ثم ناشئا فما لك لا تستشيره ؟ وتستعلم منه جوبا لا يكون ابدا الا صوابا ولاي حال اذا تجدد عندك ما يحتاج ان تستعمله منه جل جلاله لا يكون عندك سبحانك مثل سيد ذلك العبد الذي استعملت منه مصلحته ؟