الجمعة، 10 فبراير 2012

المستشرق اليسوعي الأب لامانس

وهو مستشرق معروف بسعة إطلاعه على تاريخ العصر الإسلامي الأول وله نظرية تتعلق بشكل الحكومة الإسلامية الأولى ونحن نسوقها حرفيا كمثل تقدمة لكل منصف . قال الأب لامانس :"إن تلك الحكومة حكومة العمريين كانت حكومة ثلاثية من طراز الحكم الثلاثي المعروف في التاريخ الروماني في طور الانتقال من الجمهورية إلى الإمبراطورية وان قوام هذه الحكومة ثلاثة من كبار الصحابة هم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وان هؤلاء الثلاثة اجتمعت كلمتهم في أواخر حياة النبي على أن يحتكروا الحكم بعد وفاته عليه السلام ويتداولوه واحدا ًبعد واحد وان اثنتين من أزواج النبي هما عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر مهدتا لهم السبيل إلى ذلك وان هذه المؤامرة قد نجحت إلى حد بعيد إذ أيد عمر وأبو عبيدة أبا بكر يوم السقيفة وفاز أبو بكر بالخلافة وقد عاونه صاحباه في الحكم فكان عمر على القضاء وأبو عبيدة على الفيء فلما حضرت الوفاة أبا بكر عهد إلى عمر من بعده ثم إن عمر رشح أبا عبيدة للخلافة من بعده بان ولاه القيادة العليا لجيوش الشام غير إن أبا عبيدة توفي في حياة عمر فحبط مشروع الحكم "

معاوية وأهل العراق

خاطب معاوية أهل العراق حين رأى جرأتهم على السلطان " لقد لمظكم علي بن أبي طالب الجرأة على السلطان وبطيء ما تفطمون" ويشرح معنى (التلمظ) يعني التذوق أي إن الإمام عليه السلام ذوقهم أي أعطاهم هذه الجرأة وعودهم عليها فأصبح من العسير أن يتركوها بعد أن ذاقوا طعمها .
المؤلم ا ن أهل العراق دفعوا وما زالوا يدفعون ضريبة جرأتهم على السلطان هذه انهارا من الدماء, وان (فطمهم) هذا جاء حربا لا هوادة فيها بين حاكم ظالم وشعب متمرد , وضمن مواجهات ساخنة بل دامية لم يخب لها اوار منذ أقدم العصور ولحد الآن وقد اختصر احد الولاة الظالمين هذا الصراع يوما بقوله " إني لأرى رؤؤساً قد أينعت وحان قطافها واني لقاطفها " ويبدو أن السبب الرئيسي وراء هذه المواجهات بين الأمة والحاكم هو شيوع "النزعة الجدلية " كما يسميها الدكتور علي الوردي لدى أبناء الشعب العراقي وهذه النزعة حين تشيع وتشتد في شعب من الشعوب تجعله فطنا متفتح الذهن من ناحية ولكنها تجعله كثير الشعب والانتقاد من الناحية الأخرى ..وكما يقول الجاحظ " إن العلة في عصيان أهل العراق وتمردهم على الأمراء هي إنهم أهل نظر وفطنة ثاقبة ومع النظر والفطنة يكون التنقيب والبحث ومع التنقيب والبحث يكون الطعن والقدح والتجريح بين الرجال , والتمييز بين الرؤساء وإظهار عيوب الأمراء . وهذا بعني ان الجرأة على السلطان التي ذوقها الإمام علي عليه السلام لأهل العراق تولد الفطنة والذكاء فلا تدع الحاكم يستغفلهم ويستهبلهم من ناحية وتبقى الأمة حساسة دقيقة , مراقبة , محاسبة متوثبة من ناحية اخرى وهنا يكمن لغز من أهم الغاز المجتمع العراقي .

السبت، 4 فبراير 2012

اصناف الناس

صنف الإمام زين العابدين عليه السلام الى ست أصناف فقال " الناس في زماننا على ست طبقات : أسد وذئاب وثعالب وكلاب وخنازير وشياه " ثم راح يوضح تصنيفه هذا ببلاغة وإيجاز : ( فإما الأسد فملوك الدنيا يحب كل واحدا أن يغلب ولا يغلب , وإما الذئاب فتجاركم يذمون إذا اشتروا , ويمدحون إذا باعوا , وإما الثعالب فهؤلاء الذين يأكلون بأديانهم , ولا يكون في قلوبهم ما يصفون بألسنتهم , وإما الكلاب فيهرون على الناس بألسنتهم , فيكرمها الناس من شر ألسنتها , وإما الخنازير فهؤلاء المخنثون وأشباههم لا يدعون إلى فاحشة الا أجابوا .. أما الشياه فهم المؤمنون الذين تجز شعورهم , وتؤكل لحومهم , وتكسر عظامهم . فكيف تصنع الشاة بين أسد وذئب وكلب وخنزير )

طبائع الاستبداد

للكاتب عبد الرحمن الكواكبي
"يا قوم ..كان اجدادكم لا ينحنون إلا ركوعا لله , وانتم تسجدون لتقبيل ارجل المنعمين ولو بلقمة مغموسة بدم الأخوان ... ان أجدادكم ينامون الان في قبورهم مستويين أعزاء , وانتم أحياء معوجة رقابكم أذلاء . البهائم تود لو تنتصب قاماتها وانتم من كثرة الخضوع كادت تصير ايديكم قوائم . النبات يطلب العلو وانتم تطلبون الانخفاض . لفظتكم الأرض لتكونوا على ظهرها وانتم حريصون على ان تنغرسوا في جوفها . فاذا كانت الارض بغيتكم , فاصبروا لتناموا فيها طويلا.