الخميس، 22 ديسمبر 2011

قصيدة للشاعر سعدي يوسف كتبت تحت جداريه فائق حسن وكأنما هي نقش أو تعليق شعري عليها


المحور الأساسي يدور حول الفقراء الجالسون في ساحة الطيران , يمدون أذرعهم للمقاول المستغل الذي سيشتري كدهم وعرقهم . وتبدأ القصيدة بالحمامات التي تطير في ساحة الطيران , معبرة عن أحلام المناضلين ببناء مدينتهم الفاضلة :
" تطير الحمامات في ساحة الطيران البنادق . تتبعها , وتطير الحمامات , تسقط دافئة فوق اذرع من جلسوا في الرصيف يبيعون أذرعهم " لقد طار المناضلون في المدينة كما تطير الحمامات التي أرادوا أن يقيموا لها جدارا ليس تبلغ منه البنادق , أو شجرا للهديل القديم "
وارتفعوا معا في سماء الحمائم , وصاغوا من الحجر المتألق وجه الجدار , وقالوا لسعف النخيل وللسنبل الرطب : هذا اوان الدموع التي تضحك الشمس فيها , وهذا آوان الرحيل إلى المدن المقبلة . ولكن الحمامات رفضت أن تلوذ بالجدار , فقد رأت في سمائها ما لم يروه , وعرفت أن بلادهم هي بلاد البنادق , وان المقاول الذي يشتريهم بجيء ومعه الجنود وأصحاب الحقائب الثقيلة :
المقاول يأتي ويأتي اله الجنود , وتهوى على الوطن المقصلة "
وتطير الحمامات مذبوحة , ويسقط دمها الأسود فوق الجدار الذي بنوه , وأرادوا أن يكون بيتا وملاذا للحمام. وبقضي المتعبون زمانا يلمون فيه دماء الحمائم , ويرسمون في السر أجنحة يطلونها في القرى , وبرممون الجدار قطعة قطعة وحجرا حجرا , ويبنون " على هاجس الروح" مملكة فاضلة لا يكادون ينتهون من بنائها حتى يهدمها المقاول والجنود الذين يساندونه فيبدأون من جديد ................يغادر منهم من يغادر , ويقتل من يقتل , ويسقط من يسقط تحت الجدار , ولكنهم يبقون على حبهم للوطن , وولائهم لزمان الجذور , واصرارهم على بناء المدينة كلما خربها المخربون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق